أين أمتنا العربية مما يحدث في سوريا؟!

أين أمتنا العربية مما يحدث في سوريا؟!

on 29 مايو, 2012 10:10 ص in مقالات منقولة / لا يوجد أي تعليق

أين أمتنا العربية مما يحدث في سوريا؟! %D8%B9%D8%B2%D9%81-%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-554x308

برغم أننا تعودنا على الموقف المُخجل لأمتنا العربية تجاه قضية فلسطين منذ النكبة العربية الكبرى عام 1948م، هذه النكبة التي لازال شعبنا يدفع ثمنها حتى يومنا هذا، من ضياع أرضه ووطنه، وتقديمه لمئات الآلاف من الشهداء والمشردين والأسرى، أمتنا العربية التي تعودت على حالة اللاوعي الذي زرعته الأنظمة والزعامات العربية فيها، وجعلت من أبناء الأمة عبارة عن مجموعة من فاقدي الإحساس.
وقد برهنت هذه الأمة حالة الخمول التي أصابتها إبان الحرب على العراق عام 2003، حين قُتل أطفال العراق، وسُلبت أرضه وأصبحت مسرحاً لقوات الاحتلال الصهيوأمريكي، هذا الاحتلال الذي استخدم الأرض العربية فأطق صواريخه منها، وطارت طائراته من المطارات العربية لتقصف منازل الآمنين في العراق الشقيق، وللأسف كانت المبررات دائماً جاهزة لدى الزعامات العربية الخائنة.
اليوم يموت شعبنا السوري العظيم، هذا الشعب الأعزل الذي عاش سنوات طويلة من القهر والخوف، حيث تم تعيين حافظ الأسد، وصياً على شعب أراد أن يعيش بأمن واستقرار، فتحولت حياته إلى مأساة نتيجة قيام النظام السوري بالتخلي عن أرضه المُحتلة في الجولان العزيز، وأصبح هذا النظام يستخدم الأرض العربية لتنفيذ مخططاته، فعمل على تدمير لبنا وتقسميه إلى دويلات، وجعل منه أدوات لخدمة نظامه العلوي بالتعاون مع النظام الشيعي في إيران، وظل هذا النظام يستخدم القضية الفلسطينية كورقة لتنفيذ أجندته التي تحتوى على برنامج تحرير الجولان عبر القضية الفلسطينية.
ولما انتقل نظام الأسد لولاية القاتل بشار، ظلت سوريا في حالة من العزلة نتيجة الإصطفافات الطائفية والمرتبطة بالمصالح، فاستبدل الأمة العربية بعلاقة مع النظام الإيراني الفارسي، الذي يُريد أن يُسيطر بطريقة أو بأخرى على المنطقة العربية وخاصة في لبنان التي تُشكل نقطة محورية في الجغرافيا والسياسة والأهمية.
مجزرة تلو الأخرى نشاهدها اليوم على شاشات الفضائيات، أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، هذا العالم الذي يتعامل بلغة المصالح مهما كان الثمن، فالأطفال والنساء يموتون في حلب والنظام السوري سعيد بالعلاقة مع روسيا التي تُقدم له الدعم المالي والعسكري والغطاء الدبلوماسي من أجل القيام بالمزيد من المجازر بحق شعب أعزل أراد أن يتحرر من العبودية والظُلم.
لا أدري أين أمتنا العربية مما يحدث في سوريا، ولا أعلم إلى متى ستظل حالة الصمت هي السائدة في الوطن العربي، وماذا تنتظر هذه الأمة من نظام ضحى بكُل شيئ من أجل البقاء على كُرسي النظام، حتى لو تم إبادة كُل الشعب السوري، فالمهم أن يعيش بشار الأسد والعلويين والشبيحة.
إضافة إلى الموقف الشعبي العربي الهزيل تجاه الوضع في سوريا، فإن الموقف الرسمي هو أيضاً موقف مُخجل، فماذا ينتظر الزعماء العرب من النظام السوري، ولماذا لا يتم الضغط الرسمي على القيادة الروسية لتغيير موقفها بما يتلاءم من الإرادة الشعبية السورية، هذه الإرادة التي تم احترامها في تونس وليبيا ومصر، حين طالبت الجماهير العربية بإسقاط أنظمتها المستبدة لكي تُشرق شمس الحرية من جديد.
* كاتب وإعلامي فلسطيني- غزة. – ramzi.s.shaheen@gmail.com

» يا مسلمين يا عرب! .. لغتنا العربية تغرّب
» الشبيحة في سوريا
» لا تخذلوا أحرار سوريا
» مايو الأكثر دموية بحق الصحافيين في سوريا
» سوريا: صور فضائية “لقبور جماعية” قرب الحولة