إثباتات التطور
قول العلماء أن التطور قد خلف وراءه العديد من
السجلات التي تروي تاريخ الأنواع المختلفة و زمن نشوءها . الأحافير
بمجموعها مع التشريح المقارن للنباتات و الحيوانات الموجودة حاليا ، تشكل
سجلا تشريحيا و مورفولوجيا . و بالمقارنة التشريحية و الشكلية بين الأنواع
الحالية و الأنواع المنقرضة يمكن لعلماء المستحاثات ان يقوموا بمعرفة
الارتباطات و الأصول المشتركة بين هذه الأنواع . تقوم بعض السمستحاثات
المهمة بإثبات الصلة بين أنواع منقرضة و انواع موجودة حاليا عن طريق ما
يدعى أنواع "انتقالية" ، مثال هذه الأنواع الانتقالية أرخايوبتركس الذي
أثبت العلاقة بين الديناصورات و الطيور . والحيوان المكتشف منذ فترة ليست
بالقصيرة المسمى بالـ Tiktaalik الذي يثبت التطور من الأسماك الى الحيوانات
الرباعية الأطراف
لاحقا سمح تطور علم الوراثة الجزيئي و خصوصا إمكانية سلسلة الدنا ،
للبيولوجيين بدراسة سجل التطور عن طريق البنى الوراثية للمتعضيات الحالية و
المنقرضة ، مما وسع بشكل كبير و عدل من إمكانية إيجاد الصلات و القرابات
بين الأنواع و احيانا كان يؤدي لتعديلات جذرية في التصنيف الحيوي للأحياء .
غن طريق التشابه و الاختلاف بين تسلسلات الدنا للمتعضيات الحية يقوم
البيولوجيون حاليا بإيجاد و تعديل العلاقات و صلات القرابة بين الأنواع
الحية قديمها و جديدها . فعن طريق الدراسات الوراثية تبين أن 95% من الصيغة
الوراثية (الجينية) متشابهة بين الإنسان و الشمبانزي .
تم جمع إثباتات أخرى من بعض البنى التشريحية الموجودة في بعض الكائنات
الحية كما عند الباندا أو شكل الأقدام عند السحالي أو انعدام العيون عند
الأسماك الكهفية ، مما قدم إثباتات لإمكانية التنامي التطوري . تقدم دراسات
أخرى إثباتات عن طريق تمثيل صلات تطورية تتضمن التوزع الجغرافي للأنواع .
مثلا : أحاديات الفتحة Monotreme ، مثل platypus و معظم الجرابيات
marsupials مثل الكنغر و الكوالا وجدوا فقط في أستراليا وضحوا أن سلفهم
المشترك مع الثدييات المشيمية placental mammals عاش قبل غمر الجسر الأرضي
القديم بين أستراليا و آسيا .
جميع هذه الإثباتات من علم الإحاثة ، التشريح ، علم الوراثة ، و الجغرافيا ،
إضافة لمعلومات أخرى حول تاريخ الأرض قام العلماء بربطها سوية ضمن إطار
تقدم نظرية التطور من خلاله و تجعلها نظرية علمية متماسكة. فمثلا علم
المناخ الإحاثي paleoclimatology يشير إلى العصر الجليدي الدوري الذي كان
فيه مناخ الأرض أكثر برودة ، مما أدى لنشوء و انتشار أنواع حية قادرة على
تحمل البرد القارس أهم هذه الأنواع الماموث woolly mammoth.
الإثباتات المورفولوجية
غالبا ما تعتبر المستحاثات إثباتات حرجة لتقييم عمق الصلات بين الأنواع .
بما أن استحاثة متعضية يعتبر أمرا نادر الحدوث ، يحدث غالبا بوجود أجزاء
صلبة مثل الأسنان و العظام ، لذلك فإن المستحاثات غالبا ما تعتبر بأنها
تقدم معلومات ضئيلة أو متوسطة الأهمية حول علاقات القرابة بين الأنواع . مع
هذا فيمكن حدوث استحاثة لبعض النواع بدون أجزاء صلبة (أسنان ، عظام) في
بعض الظروف : rapid burial, بيئات منخفضة الأكسجين, او تأثير ميكروبيولوجي .
تؤمن السجلات الأحفورية أنماطا متعددة من البيانات المهمة لدراسة التطور .
اولا يحوي السجل الأحفوري الأمثلة المعروفة المبكرة للحياة ، إضافة لحدوث
أولى حالات القرابة الفردية بين الأنواع . فمثلا حسب السجل الأحفوري ظهر
أول حيوانات معقدة في عصر الكمبري المبكر ، أي حوالي 520 مليون سنة مضت.
ثانيا سجلات الأنواع المنفردة تعطي معلومات بخصوص الأنماط و الأشكال التي
مر بها النوع و سرعة التغير و التطور في هذا النوع .، مظهرة مثلا فيما إذا
تطور هذا النوع إلى نوع جديد مختلف (في عملية ندعوها الانتواع speciation )
تدريجيا و بشكل متزايد ، أو خلال قترات زمنية قصيرة نسبيا ضمن الزمن
الجيولوجي . ثالثا يعتبر السجل الأحفوري وثيقة للأنماط الكبيرة الانتشار و
الأحداث المهمة في تاريخ الحياة ، و العديد من هذه المستحاثات قد أثرت بشكل
فعلي في تصورنا للتاريخ التطوري لعلاقات القربى . مثلا الانقراض الكبير
نتج في عدة أزمنة مؤديا لفقدان مجموعات كاملة من الأنواع ، مثل الديناصورات
غير الطيارة non-avian dinosaurs ، في حين أنها لا تؤثر على مجموعات أخرى
من الأنواع .
مؤخرا استطاع علماء البيولوجيا الجزيئية أن يستعملوا الزمن منذ تقارب
الأنساب lineages المختلفة ليقوموا بمعايرة سرعة أو معدل التراكم التطافري،
حساب أزمنة تطور جينومات الأنساب المختلفة .
انقر هنا لمشاهدة الصورة بنافة مستقلة
(الحرف C يشير إلى الجزء غير المتطور من أرجل الـ baleen whale )