ما
تعرض له النصر من اعتداءات جماهيرية في ملعب زعبيل أمام الوصل الإماراتي
ليس بجديد على الأندية السعودية خاصة عندما تلعب في البطولة الخليجية، حيث
سبق وتعرض الاتفاق لنفس الأشكال عندما كان يلعب أمام الجزيرة في نهائي
البطولة،وتم تغيير لوائح البطولة في اللحظات الأخيرة وحسب الأمزجة
والأهواء الشخصية خاصة وان الاتفاق كان فائزا بمجموع المباراتين 4-3 ولم
يكتفوا بذلك بل تم الاعتداء على اللاعبين بالضرب بعد المباراة داخل الملعب
وفي ممرات غرفة تبديل الملابس.
أتعجب من مسؤولي النصر كيف وافقوا على إكمال المباراة رغم أحداث الشغب
الجماهيري ونزولهم لأرض الملعب، لماذا لم يرفضوا إكمالها وسط هذا الغضب
الجماهيري العارم؟ وأتساءل كيف يؤدي اللاعبون وكيف تطالبهم بالنتيجة وسط
تشتت أذهانهم بالبطش الجماهيري.
من وجهة نظري، أعتقد بأن انتهاء المباراة بفوز الوصل أفضل كثيرا من فوز
النصر ،فنحن جميعا رأينا كيف كان رد فعل الجماهير الوصلاوية تجاه ضيوفهم
عندما كان النصر متقدما؟ فكيف الحال إذا انتهت المباراة وعاد ببطاقة
النهائي؟ أعتقد بأن الجماهير لم تكن لتكتفي بما فعلته بين الشوطين
الإضافيين ،وكان سيحدث ما لا يحمد عقباه وربما تطور الأمر ليصل ذروته ،كما
حدث مع مصر والجزائر وهي الفتنة الكروية التي لم ينجح احد في إطفاء نارها
حتى الآن.
الجمهور الخليجي بصفة عامة يتسم برقي تصرفاته وأهازيجه عندما يساند فريقه
المفضل، لدرجة تصل لحد الجنون ,فالخوف أن تمتد الظاهرة الجديدة لنراها في
الملاعب الخليجية.
كنت أتمنى من اللجنة المنظمة اتخاذ قرارات حاسمة لتكون رادعة لكل من تسوّل
له نفسه التصرف بشكل أهوج، وحتى نحد من انتشار ظاهرة الاجتياح الجماهيري
في ملاعبنا مستقبلا.
لم يقتصر لومي على الإدارة النصراوية فقط بعدم اتخاذها قرار الانسحاب من
الملعب بل يمتد إلى الجهازين الفني والإداري اللذين لم يهيئا اللاعبين
نفسيا بالشكل الأمثل للعودة ببطاقة النهائي وإسعاد الجماهير النصراوية
باعتلاء منصات التتويج مجددا فالاندفاع الهجومي الذي كان عليه النصر لم
يكن مطلوبا في هذه المباراة خاصة وان الفريق كان متقدما بفارق هدفين في
مباراة الذهاب ولو نجح في تأمين دفاعاته وحافظ على فارق الهدفين لكان له
ما أراد.
بشكل عام الفريق النصراوي ظهر هذا الموسم بمستوى غير واستعاد الكثير من
هيبته التي افتقدها في العقد الأخير.
خاصة وانه عاد الى الانتصارات بعد فوزه على الأهلي بثلاثية وباعتقادي أن
النصر قادر على فعل الكثير في بطولة النخبة وفي الموسم المقبل وسيعود
النصر أيام زمان إذا هو استمر على نفس المنوال.
خاتمة:
لو كانت أحداث ملعب زعبيل وقعت في ابريل الجاري لقلنا أنها كذبة ابريل لكن
الأحداث وقعت 30 مارس وقبل بداية ابريل، وكنا نتمنى أن تكون مجرد كذبة إلا
أنها كانت حقيقة لتتحول إلى ذكرى مؤلمة لدى جماهير النصر.
"نقلا عن صحيفة اليوم السعودية"